الأحد، 19 أبريل 2009

ممنوع .. احد يتكلم ..







".. وإذا أردنا أن نرصد واقع السلفية المعاصرة في بلاد الحرمين وفي غيرها ونقارنه بهذا المنهج السلفي الأصيل، وجدنا أن ثمة خللاً وقصوراً في تبني هذا المنهج إزاء عموم المسائل والقضايا الاجتهادية. ولئن كان النهج الذي سلكه بعض علماء الدعوة السلفية في توحيد الفتوى واستبعاد كل فتوى تخالف السائد في البلد أو (ما جرى عليه العمل)، خياراً ناجحاً، أدى إلى قدر كبير من الاستقرار في المجتمع المحلي آنذاك, فإن هذا النهج على التسليم بصحته، لم يعد بالإمكان انتهاجه لأسباب كثيرة، منها الانفجار المعلوماتي وتيسر سبل المعرفة والعلم وكثرة المفتين وغياب كبار العلماء الذين كانت تدين لهم الجماهير بالولاء. .."




هكذا حرك الشجن عبدالرحيم التميمي في مقالته الأخيرة في مجلة العصر، إننا نعاني من مشكلة خطيرة في الفتوى (داخل السعودية) وهذه المشكلة ليست من خيالاتي بل هي من كلام بعض علمائنا الأجلاء ففي أكثر من حوار (شخصي) أصدم بشدة من الآراء الجريئة والفتاوى الواعية التي تدل على عمق فكري وشرعي وفقه للواقع، ولكن في النهاية (الفتوى غير قابلة للنشر) ..!!


الأسباب كثيرة حول رغبة المشايخ في عدم نشر آرائهم، ولكن لايمكن أن ننهض ونتغير إلا بتحريك الساكن ومقاومة السائد (إذا كان خطأً).


أذكر حواراً مطولاً دار مع أحد المشايخ (دكتور في الشريعة) ووافق الشيخ على ماطرح بأن المجتمع كان يسير في اتجاه الرأي الواحد وعدم ابراز الخلاف بين العلماء إلى الساحة، وأن هذه المنهجية لم تعد تلائم عصر المعلومات والسرعة والانترنت، هذا ماأدى إلى استغرابنا كثيراً يوم خرجت فتاوى إجازة التصوير.. أو فتاوى إجازة التخفيف من اللحية .. أو فتاوى الدفوف والايقاعات .. أو فتاوى كشف المرأة لوجهها ...الخ


القادم سيكون حافلاً بالتغيير في الطرح الشرعي لأن الشمس لاتحجب بغربال, ولكن مانرجوه من علمائنا هو الصراحة في الطرح وعدم مراعاة (الحي السكني) على حساب (الأمة الإسلامية)، ولنا في الشيخ العلامة سلمان العودة أسوة حسنة حيث انتقل بخطابه من مراعاة طلابه إلى مراعاة الأمة جمعاء، وكلما تقدم الزمن كلما صارت الأمور أكثر وضوحاً .. مشايخ الدعوة يقولون لانريد أن نكون نحن في الواجهة وأول من نغير لكي لانخسر الناس، فبحكم أن التغيير قادم فإننا سنجاريه، ولكن لماذا لايكونوا هم رواد التغيير؟؟


في الختام .. ندرك جيداً أن هذا الكلام قد تجاوزه بعض العلماء لكننا نريد المزيد .. نريد الصراحة .. نريد من العلماء قول كلمة الحق ولو على أي حساب ..

هناك 5 تعليقات:

  1. فعلا في السنوات الأخيرة تغيرت أمور كثيرة في وقت سريع

    للأسف البعض يقولك حتى لو كنت ترى بالرأي الفلاني لا تتحدث به حتى لا تؤثر على العامة !!

    السؤال المهم : الحالات الي ذكرتها يا أخ حمدان .. ألا تعتبر من كتم العلم ؟

    ردحذف
  2. طرح جميل وموضوع أجمل ... أؤكد على نقطة أن المشايخ والدعاة هم جزء من المجتمع وكلمتهم مسموعة _في بعض الاحيان من دون تفكير يتقبلها الناس_ وكل ما أخشاه أن يتسرب الى بعض الدعاة فكرة انو المجتمع قد لا يقبل ذلك وقد أخسر مركزي عندهم ....
    عندما تختار لنفسك مثل هذا المركز في الحياة يجب عليك ان تعيش التغيير وان تغير ما تراه يفضي الى جعل دين الله وعلمه يسيرا للناس ...(ولقد يسرنا القرآن للذكر ...) من دون تعنت ولا اعتداد بالرأي وجعله من المسلمات .... ولنا امثلة كثيرة الشافعي ، ابن حنبل يذكر عنه أكثر من قول في مسألة واحدة ....

    الدعوة ليست برنامج ما يطلبه المشاهدون هي برنامج ما يحياه المشاهدون ( بمعنى أنها تفاعلهم مع الحياة كيف يكون ؟)

    تحياتي يا استاذ حمدان

    ردحذف
  3. الإعتراف بالمشكلة و بعد ذلك مواجهتها بشجاعة هو الخطوة الأولى للحل، هكذا علمت الحياة الجميع. لكنني أجد أن كلامك يقول بأن بعض العلماء و هم من أكثر الشرائح تأثيراً على الحياة في السعودية يترددون في مواجهة المشكلة مع إعترافهم "المكتوم" بوجودها.

    كلامك جداً مهم و من المهم أيضاً أن يصل إلى أكبر شريحة من أبناء هذا المجتمع الذي ينقم الإختلاف و لا يعترف في حالات كثيرة إلا بوجهة النظر الواحدة التي تأسس عليها.

    سعيد جداً جداً بطرحك الشجاع لعل ذلك يقودنا جميعاً للمزيد من الشجاعة في مواجهة الواقع و متطلباته التي تضعنا في زوايا صعبه جداً بعض الأحيان.

    ردحذف
  4. سامي :

    صدقت لذلك نجد أن التغيير وتوجيه الناس "العامة" نحو التدين لدى ((الدعاة الجدد)) يفوق كثيراً الدعاة التقليديون (إن صحت العبارة)، وذلك لجرأة الطرح والتخلص من القيود الاجتماعية.


    ------------------------
    أبو جوري :
    أولاً حياك الله في المدونة ونورتنا

    ثانياً كما ذكرت فالمجتمع يسير نحو الانفتاح وتقبل الخلاف من تلقاء نفسه وواجبنا هو المشاركة في التغيير وتوضيح ضوابط الاختلاف من وجهة نظر شرعية أصيلة لكيلا نأسف لاحقاً على تجاوز المجتمع .. لخلافاتنا التي نكتنزها ..

    ثالثاً لابد من افتراض وعي المجتمع والعمل على تثقيفه بأهمية الخلاف وأنه طبيعي وسائغ منذ الأزل بل أن اجتماع الناس على آراء واحدة هو من المستحيل..

    إذن الحل بالتوعية وليس بتوحيد الآراء (ظاهرياً)..

    ردحذف