الثلاثاء، 26 مايو 2009

كوامن (3) .. الخل الوفي ..






..


السلام عليكم ..



قدم مخارق -نديم الخليفة المأمون- على سيده وأنشده :



وإني لمحتاج إلى ظل صاحب ** يروق ويصفو إن كدرت عليه

فقال له المأمون : أعد ..
فأعادها ثم كرر عليه الطلب سبع مرات، والمأمون غارق في تأمل خفايا بيت الشعر..
ثم أطرق الخليفة قائلاً : ائتني يامخارق بمثل هذا وأعطيك الخلافة ..


(قصة قصيرة) تحكي واقعاً قديماً يجسده قول الشاعر الأول :

إني فحصت بني الزمان فلم أجد ** خلاً وفياً للشدائد أصطفي
فعلمت أن المستحيل ثلاثة ** الغول والعنقاء والخل الوفي


كثير مايخالج النفس شعور بعدم الرضا والاستياء (الداخلي) من واقع الأصدقاء والخلان، إليكم جزء من حديث .. النفس :
أصدقائي لايفهمون مشاعري بالكامل ..
ولايعرفون شخصيتي بتفاصيلها ..
وللأسف فأغلبهم (ماينشد) فيهم الظهر ..
ايييييييييييييييييه ياليت كل من أعرف بنفس تفكيري وطباعي ليتفهمني ..


..
كثير من هؤلاء لو أتيتهم بشخصيات تطابقهم لوجدتهم ألد الأعداء وأبغض الفرقاء، لأن الشخصية -بالعموم- لاتخلو من تناقضات ورفض لسلوكيات تمارس من الشخص نفسه.

إن المشكلة تكمن في تركيز النظر على السلبيات من جهة، والنظر من برج عالي (المثالية) من جهة أخرى .. فنحن نريد أن يكون أخلاؤنا كالملائكة المطهرين، ونطلب فيهم الصفات الذهبية اللامعة .. الخالية من الدسم والكلسترول ..

القناعة كنز لايفنى .. وكلنا ذو خطأ .. عندما نتوافق في الطباع ونتقارب في النفوس فلنتجاوز عن الزلات والهنّات .. لنتغافر .. ولنتقرب إلى مولانا بحب عميق جميل يجعلنا على منابر من نور ..

ويحضر هنا بشار :
إذا كنت في كل الأمور معاتباً ^^ صديقك لم تلق الذي لاتعاتبه
فعش واحداً أو صل أخاك فإنه ^^ مقارف ذنب مرة ومجانبه




الحمدلله الذي سخر لنا أحباباً وخلاناً رائعين .. يوفون الوعود .. ويصلون العهود .. يحفظون الود .. يحسنون الرد .. يكثرون النصح .. ويغلبون الصفح ..

هناك تعليقان (2):