الأحد، 10 مايو 2009

كوامن (1).. أنا الأفضل ..



..

السلام عليكم

سلسلة كوامن سنغوص فيها -بإذن الله- في أعماق النفس البشرية ونحاول استخراج الحديث الداخلي الذي يجري على مدار الساعة بين النفس والروح والجسد.. وهذا بالطبع لايمكن فيه التعميم (فلا أحد يبلشنا) سنتحدث عن السائد في عموم البشر حسب الاجتهاد وهي في النهاية "وجهة نظر"..

كما سنحرص على الاختصار والاتجاه لصلب الفكرة .. مباشرة ..


يتحدث علماء النفس عن شعور نفسي داخلي يختلج الإنسان في كل مرحلة من مراحل عمره بأنه وصل إلى درجة عالية من الوعي والفهم (في الحكم على الأمور) مما يؤدي إلى تمسك شديد بالفكرة، ووضع حاجز تجاه الأفكار الأخرى، واستجلاب كل مايمكن حشده لدعم هذه الفكرة وإثباتها، ويؤثر ذلك -بالطبع- على إدراكه، فيضع كل مايدركه ضمن القوالب التي صنعها بنفسه فمثلاً عند اقتناع الشخص بنظرية المؤامرة تجده يمحور كل مايدركه لدعم فكرته، فحين يرى لوحة في الشارع ساقطة (يعرفط) الفكرة ويصل فيها إلى أن هذا من تدبير العدو هذا الفعل مدبّر والله المستعان، ثم يستشهد فيه عند غيره لدعم نظرية المؤامرة .. وهكذا ..

الغريب أنه في كل مرحلة عمرية ينظر لماضيه مزدرياً ومتعجباً من طريقة تفكيره ؟؟ ويحمد الله على مامنّ عليه من وعي أكثر واستيعاب أوسع.. لكن للأسف بعد فترة يتكرر المشهد مرة أخرى .. وهكذا ...

لاشك أن الثقة بالنفس مطلب، وأن يبدي الشخص رأيه بحرية مطلب لاغبار عليه، لكن المشكلة بالإعتداد بالرأي والقناعة ببلوغ المنتهى في الفهم، والرغبة العارمة في إقناع الآخرين بآرائه المجيدة، متجاهلاً أن الوعي والفهم الكامل غاية لاتدرك، وأن الله -سبحانه وتعالى- قد قسّم الفهم بين الناس، وجعل في ذلك اختلافاً وتنوعاً في وجهات النظر لتتكامل البشرية (لاحظوا جمال كلمة "وجهة نظر" من ناحية أنها تعبر عن جهة واحدة شخصية للموضوع) ..

الأدهى والأمر هو انتشار ثقافة (الإقصاء) وانتقاد (الإقصاء) من (المقصين) ..

إن الانفتاح العقلي والذهني والمنطقي لقضايا الحياة المتنوعة معتبراً بأن الله -سبحانه وتعالى- قد يجعل الحق على لسان الجاهل بل حتى ابليس صدق وهو كذوب فلا داعي للتعصب الأعمى (باستثناء ماقرره الله علينا بنص وهذا من فضله) بالإضافة للاعتراف بالخطأ حين ادراكه والتفكير بأنه يمكن أن يغير رأيه .. مخرج من هذه الدوامة بشرط الثبات على الحق وتجنب (فوضى العقل المتغير) تلك النظرية التي تدعي عدم الثبات في الكون على جميع الأصعدة فلانتنازل عن الرأي الذي نراه صائباً وحقاً لأننا نتوقع أن نغيره.




أخيراً أخي القارئ ..
لا تتحمس مع الموضوع فقد أتنازل عن ماكتبته بعد فترة .. :-) .. << مزحة

هناك 5 تعليقات:

  1. صدقت ... فما أكثر وقفات الشخص على أطلاله و آثار ماضيه

    جزيت خيراً ننتظر الجزء الثاني

    جزئية صغيرة : " لا تتحمس مع الموضوع فقد أتنازل عن ماكتبته بعد فترة .. :-) .. << مزحة "

    كتابتك في النهاية انها مزحة يدل على عكس المكتوب قبل "مزحة" إذا فأنت لن تتنازل عن كلامك فأنت تدعي الوعي الشامل في موضوع الكوامن فها أنت تناقض نفسك بنفسك >> عسى ما أبلشتك :) خخخخخخخ

    ردحذف
  2. ..

    هههههههههههههههههه
    هذا ماحذرت منه في النهاية ..
    عالم المتغيرات ..
    لامانع من افتراض الثبات في القضايا الأزلية الثابتة كاحترام الخلاف وحسن التعامل بين الناس والبعد عن الرذيلة و..الخ

    ..
    لكنك ماشاء الله عليك .. قارئ رائع ناقد ..

    (تبقى) وجهة نظر .. :)

    ردحذف
  3. أصلا الانغلاق على الرأي الشخصي عمره ماجاب خير ، أقلها أنه سيورث "محدودية التفكير والفهم" ..
    دائمًا الانفتاح (المعقول) ينير العقل ، ويجعل الشخص يرى من زوايا مختلفة .. ربما تكون هي الأفضل :) ..


    بانتظار كوامن ٢ << ممكن يجي بكرا وأصير ما أبي أنتظرها خخخخخ

    ردحذف
  4. رائع حمدان..
    ولكن..
    مجرد سؤال: هل يعني هذا أنه من السليم أن للمرأ أن ينسف الفترة السابقة بأكملها؟!
    فأذكر شخصا كان يكتب الشعر الفصيح و لكن وفجأة قام ونسف ما كان منه ، ليدخل في مرحلة جديدة ، وعندما سألته عن إحدى قصائده السابقة قال لي بكل بساطة :"لم أكن أنا ذلك الذي كتبها"!!
    ..
    :)
    دمت عزيزي

    ردحذف
  5. عزام ..

    هههههههههههههههه اجل ابنزلها بسرعة عشان ماتهون

    ----------------------------------
    حسان ..

    التنكر للماضي بمجمله لايكون إلا بالانتقال من الكفر إلى الإيمان .. أما غير ذلك فكل ماضي يحتوي على جانبي الخير والشر، يراقب ويطور الشخص نفسه وهو سائر في الطريق إلى القمة ..
    نقطة جوهرية ياحسان ..

    ردحذف