الاثنين، 15 يونيو 2009

لأننا جزء من هذا العالم ..



لأننا جزء من هذا العالم..
مطلوب إعادة النظر في مراسم التوديع والاستقبال



قبل ثلاث سنوات كتبت مقالاً في الجزيرة (عدد 12300 في 2-6- 2006م) عن (مراسم استقبال القادة.. وضرورة التيسير) ملخصه أن المراسم الرسمية المتبعة صدرت بموافقة سامية على قواعد أعدت من قبل لجنة حكومية في عام 1388هـ (1968م) لكي يعمل بها بصفة مؤقتة حتى يصدر نظام نهائي.. وانتهى المقال باقتراح بأن الوقت قد حان لدراسة وإصدار نظام نهائي بدل القواعد المؤقتة لمراسم استقبال وتوديع ضيوف المملكة من قادة الدول يأخذ في الاعتبار ظروف ووضع المملكة مع إظهار أكبر قدر من الحفاوة والتكريم للضيوف وراحتهم طول مدة زيارتهم. وفي نفس الوقت يجب ألا يؤدي النظام إلى إرهاق قادتنا ومسؤولينا وأن لا يضيع الوقت الثمين عليهم إلا بما يفيد.. وقد تمنيت أن نسهل على القادة الزائرين وعلى قادتنا مراسم الاستقبال والتوديع بالاستفادة من المتبع في عدد من الدول التي تشابه ظروفها ظروف المملكة مثل سويسرا ولوكسمبيرج والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على سبيل المثال لا الحصر.. حيث تتم مراسم الاستقبال فيها في القصور الملكية أو الرئاسية بدلاً من المطار. ومثلما أن التيسير مطلوب في المراسم الخاصة باستقبال وتوديع القادة والمسؤولين من الخارج فإن الأمر يتطلب النظر أيضاً في مراسم الاستقبال والتوديع لكبار المسؤولين عند السفر الداخلي لعدد من الاعتبارات لعل من أهمها ما يلي: 1- حتى تاريخ قريب كان المسافر يتكبد بعض المعاناة عند السفر الداخلي البري.. أما الآن فإن السفر خاصة السفر الجوي فإنه ممتع لا يزيد في مدته عن الانتقال من شمال إلى مدينة رئيسية بالمملكة إلى جنوبها لذا فإن المبالغة في الحفاوة وتحمد السلامة من وعثاء السفر ليس لها مبرر. 2- إن السفر الداخلي أصبح أمراً عادياً، بل وضرورياً لأي مسؤول من أجل تفقد ما يتبعه من إدارات.. والمفروض بل من الواجب من دولة مترامية الأطراف مثل المملكة العربية السعودية أن يقوم معظم المسؤولين بجولات وزيارات عديدة وربما بعضها مفاجئ.. ولا يستدعي أن تقام لهذه الزيارات مراسم استقبال وتوديع. 3- إن التيسير والتسهيل على المسؤول المسافر هو أن يصل إلى المطار ويذهب مباشرة إلى الطائرة بدلاً من تضييع الوقت في مراسم توديع أشخاص معظمهم من زملائه في العمل تأخذ الوقت الطويل منه ومنهم بدون مبرر. وهؤلاء سيستقبلونه عند العودة بعد أيام قليلة. وقطعاً ستكون راحته أكثر لو اتجه إلى الطائرة في الذهاب والعودة.. ولعل مثل هذا التيسير سيشجع المسؤولين على الاكثار من الزيارات لمصلحة العمل. 4- قد يكون من المهم للمسؤول أن يتم تغطية سفره وجولاته إعلامياً، وهذا أمر لا غبار عليه، بل من الواجب أن تحظى مثل هذه الزيارات بتغطية اعلامية مناسبة، ولكن من الممكن أن يتم ذلك ولكن بدون مراسم استقبال وتوديع بالمطارات. 5- وإذا نظرنا إلى جانب المودعين والمستقبلين الذين هم في غالب الأحيان مسؤولون كبار بالحكومة.. فمن المؤكد بأن الأفضل أن يكونوا في مكاتبهم يؤدون أعمالهم وخدماتهم لمصلحة هذا الوطن ومواطنيه بدلاً من أن يقال للمراجع بأن المسؤول في المطار يودع أو يستقبل. 6- وأخيراً... فإن ظاهرة الاعلانات المكلفة المرحبة بالمسؤول عند زياراته هي أيضاً أمر لا مبرر له ويبدو أن المسؤولين في المنطقة هم الذين يقوموا بحث الناس على عمل مثل هذه الاعلانات لكي يكون لهم حظوة ورضا عند المسؤولين كما يتصورون. وفي النهاية.. نحن جزء من هذا العالم، ولعلنا نستفيد بما تفعله الدول الأخرى كمراسم لكبار مسؤولي الحكومة عند سفرهم الداخلي.. بدل أن يسيطر علينا هاجس (الخصوصية) حتى في الاستقبال والتوديع.

الوالد / يوسف حمدان الحمدان
وكيل وزارة التجارة سابقاً



المصدر : جريدة الجزيرة

هناك 3 تعليقات:

  1. حلو الموضوع .. وصادق ان السفر لجدة الحين اسرع يمكن من قطع خريص !! ( :

    ردحذف
  2. نقد جريء ورائع..دعوة لأن نكون عمليين

    ردحذف
  3. أبان وأبو بدر ..

    شكرا على مروركما، الفكرة هذي وغيرها مهمة لتسريع عجلة التنمية وتجاوز البيروقراطية المقيتة، بالإضافة إلى أنها مفيدة للجميع .. للمسئول المسافر وللموظف المودِع وللمجتمع الذي يعاني..

    ردحذف